فتى كالسحاب الجون يخشى ويرتجى ... يرجى الحيا منها وتخشى الصواعق
ولكنها تمضي وهذا مخيم ... وتكذب أحيانا وذا الدهر صادق
تخلى من الدنيا لينسى فما خلت ... مغاربها من ذكره والمشارق
غذا الهندوانيات بالهام والطلى ... فهن مداريها وهن المخانق
تشقق منهن الجيوب إذا غزا ... وتخضب منهن اللحى والمفارق
يجنبها من حتفه عنه غافل ... ويصلى بها من نفسه منه طالق
يحاجى به ما ناطق وهو ساكت ... يرى ساكتا والسيف عن فيه ناطق
نكرتك حتى طال منك تعجبي ... ولا عجب من حسن ما الله خالق
كأنك في الإعطاء للمال مبغض ... وفي كل حرب للمنية عاشق
ألا قلما تبقى على ما بدا لها ... وحل بها منك القنا والسوابق
سيحيى بك السمار ما لاح كوكب ... ويحدو بك السفار ما ذر شارق
فما ترزق الأقدار من أنت حارم ... ولا تحرم الأقدار من أنت رازق
ولا تفتق الأيام ما أنت راتق ... ولا ترتق الأيام ما أنت فاتق
لك الخير غيري رام من غيرك الغنى ... وغيري بغير اللاذقية لاحق
هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
واجز الأمير الذي نعماه فاجئةٌ ... بغير قول ونعمى الناس أقوال
فربما جزت الإحسان موليه ... خريدة من عذارى الحي مكسال