يا باذل النفس والأموال مبتسما ... أما يهولك لا موت ولا عدم

لقد ظننتك بين الجحفلين ترى ... أن السلامة من وقع القنا تصم

نشدتك الله لا تسمح بنفس على ... حياة صاحبها يحيا بها أمم

هي الشجاعة إلا أنها سرف ... وكل فضلك لا قصد ولا أمم

إذا لقيت رقاق البيض منفردا ... تحت العجاج فلم تستكثر الخدم

من ذا يقاتل من تلقى القتال به ... وليس فضل عنك الخيل والبهم

تضن بالطعن عنا ضن ذي بخل ... ومنك في كل حال يعرف الكرم

لا تبخلن على قوم إذا قتلوا ... أثنى عليك بنو الهيجاء دونهم

ألست ما لبسوا ركبت ما ركبوا ... عرفت ما عرفوا علمت ما علموا

هم الفوارس في أيديهم أسل ... فإن رأوك فأسد والقنا أجم

وكقول أبي العباس أحمد بن محمد النامي:

خلقت كما أرادتك المعالي ... فأنت لمن رجاك كما يريد

عجيب أن سيفك ليس يروى ... وسيفك في الوريد له ورود

وأعجب منه رمحك حين يسقى ... فيصحو وهو نشوان يميد

وكقول أبي نضر بن نباتة وهو من شعراء العراق:

حاشاك أن يدعيك العرب واحدها ... يا من ثرى قدميه طينة العرب

فإن يكن لك وجه مثل أوجههم ... عند العيان فليس الصفر كالذهب

وإن يكن لك نطق مثل نطقهم ... فليس مثل كلام الله في الكتب

وكادت غمائم جود سيف الدولة تفيض. ومآثر كرمه تستفيض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015