وكل يرى طوق الشجاعة والندى ... ولكن طبع النفس للنفس قائد

نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد

فأنت حسام الملك والله ضارب ... وأنت لواء الدين والله عاقد

أحبك يا شمس الزمان وبدره ... وإن لا مني فيك السهى والفراقد

وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد

وكقول السري بن أحمد الموصلي:

أغرتك الشهاب أم النهار ... أراحتك السحاب أم البحار

خلقت منية ومنى فأضحت ... تمور بك البسيطة أو تمار

تحلي الدين أو تحمي حماه ... فأنت عليه سور أو سوار

سيوفك من شكاة الثغر برء ... ولكن للعدى فيها بوار

وكفاك الغمام الجود يسري ... وفي أحشائه ماء ونار

يسار من سجيتها المنايا ... ويمنى من عطيتها اليسار

حضرنا والملوك له قيام ... تغض نواظر فيها انكسار

وزرنا منه ليث الغاب طلقا ... ولم نر قبله ليثا يزار

فكان لجوهر المجد انتظام ... وكان لجوهر الحمد انتثار

فعشت مخيرا لك في الأماني ... وكان على العدو لك الخيار

فضيفك للحيا المنهل ضيف ... وجارك للربيع الطلق جار

وكقول أبي فراس الحارث بن سعيد الحمداني:

أشدة ما أراه فيك أم كرم ... تجود بالنفس والأرواح تصطلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015