الآثار. وحضرته مقصد الوفود. ومطلع الجود. وقبلة الآمال ومحط الرحال. وموسم الأدباء. وحلبة الشعراء. ويقال إنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر. وإنما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها. وكان أديبا شاعرا محبا لجيد الشعر شديد الاهتزاز لما يمدح به. فلو أدرك ابن الرومي زمانه لما احتاج إلى أن يقول:

ذهب الذين تهزهم مداحهم ... هز الكماة عوالي المران

كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم ... فالأريحية فيهم بمكان

وكان كل من أبي محمد عبد الله بن محمد بن الفياض الكاتب وأبي الحسن علي بن محمد السميساطي قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت كقول المتنبي:

خليلي إني لا أرى غير شاعر ... فلم منهم الدعوى ومني القصائد

فلا تعجبا إن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد

له من كريم الطبع في الحرب منتض ... ومن عادة الإحسان والصفح غامد

ولما رأيت الناس دون محله ... تيقنت أن الدهر للناس ناقد

أخو غزوات ما تغب سيوفه ... رقابهم إلا وسيحان جامد

بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد

ومن شرف الإقدام أنك فيهم ... على القتل موموق كأنك شاكد

وأن دما أجريته بك فاخر ... وأن فؤادا رعته لك حامد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015