نهد. فغنيت عن نشوة الكميت من ذات نهد. يسابق الريح فيغبر في وجهها دون شق غباره. وإذا ظهر عليها رجعت حسرى في مضماره. نسب إلى الأعوج وهو مستقيم في الكر والفر. وقد حنقت عليه عين الشمس إذ لا يمكنها أن ترسم ظله على الأرض إذا مر. ليلي الإرهاب لطم جبينه الصباح ببهائه. فعدا عليه وخاض يقتص منه في أحشائه. كما قال ابن نباتة السعدي:

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه

وقد أغتدي عليه والطير في وكناتها فلا يفوتني الأجدل. وإذا أطلقته لصيد الوحش رأيتني على منجرد قيد الأوابد هيكل.

(وقلت في وصف فرس هجين) : فرس له من العربية حسب ومن الكردية نسب. فهو من بينهما مستنتج. لا ينتسب إلى خبيب ولا إلى أعوج. ومن صفاته أنه رحب اللبان. عريض البطان. سلس العنان. ينثني على قدر الطعان. وعلى قدر الكرة والصولجان. قد استوت حالته قادما ومتأخرا. فإذا أقبل خلته مرتفعا. وإذا أدبر خلته منحدرا. كأنه في حسنه دمية محراب. وفي خلقه ذروة هضاب. وهو في سباقه ولحاقه مخلق بخلق المضمار. وبدم السراب والصوار فهو منسوب إلى ذوات القوادم. وإن كان محسوبا في ذوات القوائم. كأنما ثنى لجامه على سالفة عقاب. وشد حزامه على بارقة سحاب (الوشي المرقوم لابن الأثير)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015