وأفرط الزبى. سبعا تباعا. ما يريد انقشاعا. حتى إذا ارتوت الحزون. وتضحضحت المتون. ساقه ربك إلى حيث شاء كما جلبه من حيث شاء.
أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: سمعت أعرابيا من غني يذكر مطرا أصابهم في غب جدب فقال: تدارك ربك خلقه وقد كلبت الأمحال. وتقاصرت الآمال. وعكف الياس. وكظمت الأنفاس. وأصبح الماشي مصرما. والمترب معدما. وجفيت الحلائل. وامتهنت العقائل. فأنشأ سحابا ركاما. كنهورا سجاما. بروقه متألقة ورعوده متقعقعة. فسح ساجيا راكدا ثلاثا غير ذي فواق. ثم أمر ربك الشمال فطحرت ركامه. وفرقت جهامه. فانقشع محمودا. وقد أحيا فأغنى. وجاد فأورى. فالحمد لله الذي لا تكت نعمه. ولا تنفد قسمه. ولا يخيب سائله. ولا ينزر نائله.
وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: مررت بغلمة من الأعراب فقلت: أيكم يصف لي الغيث وأعطيه درهما. فقال: كلنا يصف (وهم ثلاثة) . فقلت: صفوا فأيكم ارتضيت صفته أعطيته الدرهم. فقال أحدهم: عن لنا عارض قصرا تسوقه لاصبا وتحدوه الجنوب. يحبو حبو المعتنك حتى إذا ازلأمت صدوره. انثجلت خصوره. ورجع هديره. أصعق زئيره. واستقل نشاصه. وتلاءم خصاصه. وارتعج ارتعاصه. وأوفدت سقابه. وامتدت أطنابه. تدارك ودقه. وتألق برقه. وحفزت تواليه. وانسفحت عزاليه.