وأعطي نصيحتي الخليفة ناجعا ... وخزامة الأنف المقود فاتبع
فقال له عبد الملك: هذا لا نقبله منك إلا بعد المعرفة بك وبذنبك. فإذا عرفت الحوبة قبلنا التوبة. فقال عبد الله:
ولقد وطئت بني سعيد وطأة ... وابن الزبير فعرشه متضعضع
فقال عبد الملك: لله الحمد والمنة على ذلك فقال عبد الله:
مازلت تضرب منكبا عن مكنب ... تعلو ويسفل غيركم ما يرفع
ووطئتهم في الحرب حتى أصبحوا ... حدثا يؤس وغابرا يتجعجع
فحوى خلافتهم ولم يظلم بها ... القرم قرم بني قصي الأنزع
لا يستوي خاوي نجوم آفل ... والبدر منبلجا إذا ما يطلع
وضعت أمية واسطين لقومهم ... ووضعت وسطهم فنعم الموضع
بيت أبو العاصي بناه بربوة ... عالي المشارف عزه ما يدفع
فقال له عبد الملك: إن توريتك عن نفسك لتريبني فأي الفسقة أنت وماذا تريد. فقال:
جربت أصيبيتي يد أرسلتها ... وإليك بعد معادها ما ترجع
ووأرى الذي يرجو تراث محمد ... أفلت نجومهم ونجمك يسطع
فقال عبد الملك: ذلك جزاء أعداء الله. فقال له عبد الله بن الحجاج:
فانعش أصيبيتي الألاء كأنهم ... حجل تدرج بالشبة جوع
فقال عبد الملك: لا أنعشهم الله وأجاع أكبادهم ولا أبقى وليدا من نسلهم فإنهم نسل كافر فاجر لا يبالي ما صنع. فقال عبد الله: