فكنت أنقب عن أخباره. وخزانة أسراره. فإذا ألفيت منهم بغية الملتمس. وجذوة المقتبس. شددت يدي بغرزه. واستنزلت منه زكاة كنزه. على أني لم ألق كالسروجي في غزارة السحب. ووضع الهناء مواضع النقب. إلا أنه كان أسير من المثل. وأسرع من القمر في النقل. وكنت لهوى ملاقاته. واستحسان مقاماته. أرغب في الاغتراب. وأستعذب السفر الذي هو قطعة من العذاب. فلما تطوحت إلى مرو. ولا غرو. بشرني بلمقاه زجر الطير. والفأل الذي هو بريد الخير. فلم أزل أنشده في المحافل. وعند تلقي القوافل. فلا أجد عنه مخبرا. ولا أرى له أثرا ولا عثيراً. حتى غلب اليأس الطمع. وانزوى التأميل وانقمع. فإني لذات يوم بحضرة والي مرو. وكان ممن جمع الفضل والسرو. إذ طلع أبو زيد في خلق مملاق. وخلق ملاق فحيا الوالي تحية المحتاج. إذا لقي رب التاج. ثم قال له: اعلم وقيت الذم وكفيت الهم. أن من عذقت به الأعمال. أعلقت به الآمال. ومن رفعت له الدرجات. رفعت إليه الحاجات. وأن السعيد من إذا قدر. وواتاه القدر. أدى زكاة النعم. كما يؤدي زكاة النعم. والتزم لأهل الحرم. ما يلتزم للأهل والحرم. وقد أصبحت بحمد الله عميد مصرك. وعماد عصرك. تزجى الركائب إلى حرمك. وترجى الرغائب من كرمك. وتنزل المطالب بساحتك. وتستنزل الراحة من راحتك. وكان فضل الله عليك عظيما.