أنهج منهاجه. وأقفوا أدراجه. وهو يلحظني شزراً. ويوسعني هجراً. حتى إذا خلا الطريق. وأمكن التحقيق. نظر إلي نظر من هش وبش. وما حض بعدما غش. وقال: إن لأخالك أخا غربة. ورائد صحبة. فهل لك في رفيق يرفق بك ويرفق. وينفق عليك وينفق. فقلت له: لو أتاني هذا الرفيق. لواتاني التوفيق. فقال لي: قد وجدت فاغتبط. واستكرمت فارتبط. ثم ضحك مليا. وتمثل لي بشرا سويا. فإذا هو شيخنا السروجي لا قبلة بجسمه. ولا شبهة في وسمه. ففرحت بلقيته. وكذب لقوته. وهممت بملامته. على سوء مقامته. فشحافاه. وأنشد قبل أن ألحاه:
ظهرت برث لكيما يقال ... فقير يزجي الزمان المزجى
وأظهرت للناس أن قد فلجت ... فكم نال قلبي به ما ترجى
ولولا الرثاثة لم يرث لي ... ولولا التفالج لم ألق فلجا
ثم قال: أنه لم يبق لي بهذه الأرض مرتع. ولا في أهلها مطمع. فإن كنت الرفيق. فالطريق الطريق. فسرنا منها متجردين. ورافقته عامين أجردين. وكنت على أن أصحبه ما عشت. فأبى الدهر المشت
حكى الحارث بن هام قال: حبب إلي مذ سعت قدمي. ونفث قلمي. أن أتخذ الأدب شرعة. والاقتباس منه نجعة.