وازور من كان له زائرا ... وعاف عافي العرف عرفانه
فهل فتى يحزنه ما يرى ... من ضر شيخ دهره خانه
فيفرج الهم الذي همه ... ويصلح الشان الذي شانه
قال الراوي: فصبت الجماعة إلى أن تستثبته. لتستنجش خبأته. وتستنفض حقيبته. فقالت له: قد عرفنا قدر رتبتك. ورأينا در مزنتك. فعرفنا دوحة شعبتك. واحسر اللثام عن نسبتك. فأعرض إعراض من مني الإعنات. وجعل يلعن الضرورات. ويتأفف من تغيض المروءات. ثم أنشد بلفظ صادع. وجرس خادع:
لعمرك ما كل فرع يدل ... جناه اللذيذ على أصله
فكل ما حلا حين تؤتى به ... ولا تسأل الشهد عن نحله
وميز إذا ما اعتصرت الكروم ... سلافة عصرك من خله
لتغلي وترخص عن خبرة ... وتشري كلا شرى مثله
فعار على الفطن اللوذعي ... دخول الغميزة في عقله
قال: فازدهى القوم بذكائه ودهائه. واختلبهم بحسن أدائه مع دائه. حتى جمعوا له خبايا الخبن. وخفايا الثبن. وقالوا له: يا هذا إنك حمت على ركية بكية. وتعرضت لخلية خلية. فخذ هذه الصبابة. وهبها لا خطأ ولا إصابة. فنزل قلهم منزلة منزلة الكثر. ووصل قبوله بالشكر. ثم تولى يجر شقه. وينهب بالخبط طرقه. قال المخبر بهذه الحكاية: فصور لي أنه محيل لحليته. متصنع في مشيته. فنهضت