تسمح لي برد الفروة. أو تعرفني كافات الشتوة. فنظر إلي نظر المتعجب. وازمهر ازمهرار المتغضب. ثم قال: أما رد الفروة فأبعد من رد أمس الدابر. والميت الغابر. وأما كافات الشتوة فسجان من طبع على ذهنك. وأوهى وعاء خزنك. حتى نسيت ما أنشتك بالدسكرة. لابن سكرة:

جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا

كن وكيس وكانون وكاس طلا ... بعد الكباب وكف ناعم وكسا

ثم ثاقل: لجواب يشفي. خير من جلباب يدفي. فاكتف بما وعيت وانكفي. ففارقته وقد ذهبت فروتي لشقوتي. وحصلت على الرعدة طول شتوتي.

المقامة التفليسية

حكى الحارث بن همام قال: عاهدت الله تعالى مذ يفعت. أن لا أؤخر الصلاة ما استطعت. فكنت مع جوب الفلوات. ولهو الخلوات. أراعي أوقات الصلاة. وأحاذر من مأثم الفوات. وإذا رافقت في رحلة. أو حللت بحلة. مرجت بصوت الداعي إليها. وافتديت بمن يحافظ عليها. فاتفق حين دخلت تفليس. أن صليت مع زمرة مفاليس. فلما قضينا الصلاة. فأزمعنا الانفلات. برز شيخ بادي اللقوة. بالي الكسوة والقوة. فقال: عزمت على من خلق من طينة الحرية. وتفوق در العبية. إلا ما تكلف لي لبثة. واستمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015