فلينفق. ومن استطاع أن يرفق فليرفق. فإن الدنيا غرور. والدهر عثور. والمكنة زورة طيف. والفرصة مزنة صيف. وإني والله لطالما تلقيت الشتاء بكافاته. وأعددت الأهب له قبل موافاته. وها أنا اليوم يا سادتي. ساعدي وسادتي. وجلدتي وبردتي. وحفنتي. وجفنتي. فليعتبر العاقل بحالي. وليبادر صرف الليالي. فإن السعيد من اتعظ بسواه. واستعد لمسراه. فقيل له قد جلوت علينا أدبك. فاجل لنا نسبك. فقال: تبا لمفتخر. بعظم نخر. إنما الفخر بالتقى. والأدب المنتقى. ثم أنشد:

لعمرك ما الإنسان إلا ابن يومه ... على ما تجلى يومه لا ابن أمسه

وما الفخر بالعظم الرميم وإنما ... فخار الذي يبغي الفخار بنفسه

ثم إنه جلس محقوقفاً. واجرنثم مقفقفاً. وقال: اللهم يا من غمر بنواله. وأمر بسؤاله. اعني على البرد وأهواله. وأتح لي حرا يؤثرا من خصاصة. ويؤاسي ولو بقصاصة. قال الراوي: فلما جلى عن النفس العصامية. والملح الأصمعية. جعلت ملامح عيني تعجمه. ومرامي لحظي ترجمه. حتى استبنت أنه أبو زيد. وأن تعريه أحبولة صيد. ولمح هو أن عرفاني قد أدركه. ولم يأمن أن يهتكه. فقال: أقسم بالسمر والقمر. والزهر والزهر. إنه لن يسترني إلا من طاب خيمه. وأشرب ماء المروءة أديمه. فعقلت ما عناه. وإن لم يدر القوم معناه. وساءني ما يعانيه من الرعدة. واقشعرار الجلدة. فعمدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015