وأرب أقضيه. فبلوت من شتائتها الكالح. وصرها النافح. ما عرفني جهد البلاء. وعكف بي على الاصطلاء. فلم أكن أزايل وجاري. ولا مستوقد ناري. إلا لضرورة أدفع إليها. أو إقامة جماعة أحافظ عليها. فاضطررت في يوم جوه مزمهر. ودجنه مكفهر. إلى أن برزت من كناني. لمهم عناني. إذا شيخ عاري الجلدة. بادي الجردة. وقد اعتم بريطة. واستثفر بفويطة. وحواليه جمع كثيف الحواشي. وهو ينشد ولا يحاشي:
يا قوم لا ينبئكم عن فقري ... أصدق من عريي أوان القر
فاعتبروا بما بدا من ضري ... باطن حالي وخفي أمري
وحاذروا انقلاب سلم الدهر ... فإنني كنت نبيه القدر
آوي إلى وفر وحد يفري ... تفيد صفري وتبيد سمري
وتشتكي كومي غداة أقري ... فجرد الدهر سيوف الغدر
وشن غارات الرزايا الغبر ... ولم يزل يسحتني ويبري
حتى عفت داري وغاض دري ... وبار سعري في الورى وشعري
وصرت نضو فاقة وعسر ... عاري المطا مجردا من قشري
كأنني المغزل في التعري ... لا دفء لي في الصن والصنبر
غير التضحي واصطلاء الجمر ... فهل خضم ذو رداء غمر
يسترني بمطرف أو طمر ... طلاب وجه الله لا لشكري
ثم قال: يا أرباب الثراء. الرافلين في الفراء. من أوتي خيرا