ستبدي من العجاب. فلما انسرت أهبة الخفر. رأيت محيا أبي زيد قد سفر. فهممت أن أهجم عليه. لأعنفه على ما أجرى إليه. فاسلنقى اسلنقاء المتمردين. ثم رفع عقيرة المغردين. واندفع ينشد:

يا ليت شعري أدهري ... أخاط علما بقدري

وهل درى كنه غوري ... في الخدع أم ليس يدري

وكم قد قمرت بنيه ... بحيلتي وبمكري

وكم برزت بعرف ... عليهم وبنكر

أصطاد قوما بوعظ ... وآخرين بشعر

وأستفز بخل ... عقلا وقعلا بخمر

وتارة أنا صخر ... وارة أخت صخر

ولو سلكت سبيلا ... مألوفة طول عمري

لخاب قدحي وقدحي ... ودام عسري وخسري

فقل لمن لام هذا ... عذري فدونك عذري

قال الحارث بن همام: فلما ظهرت على جلية أمره. وبديعة أمره. وما زخرف في شعره من عذره. علمت أن شيطانه المريد. لا يسمع التفنيد. ولا يفعل إلا ما يريد. فثنيت إلى أصحابي عناني. وأبثثتهم ما أثبته عياني. فوجموا لصيغة الجوائز. وتعاهدوا على محرمة العجائز.

المقامة الكرجية

حكى الحارث بن همام: شتوت بالكرج لدين أقتضيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015