ذهبت العين. وفقدت الراحة. وصلد الزند. ووهنت اليمين. وضاع اليسار. وبانت المرافق. ولم يبق لنا ثنية ولا ناب. فمذ اغبر العيش الأخضر. وازور المحبوب الأصفر. اسود يومي الأبيض. وابيض فودي الأسود. حتى رثى لي العدو الأزرق. فحبذا الموت الأحمر. وتلوي من ترون عينه فراره. وترجمانه اصفراره. قصوى بغية أحدهم ثردة. وقصارى أمنيته بردة. وكنت آليت أن لا أبذل الحر إلا للحر. ولو أني مت من الضر. وقد ناجتني القرونة. بأن توجد عندكم المعونة. وآذنتني فراسة الحوباء. بأنكم ينابيع الحباء. فنضر الله امرءاً أبر قسمي. وصدق توسمي. ونظر إلي بعين يقذيها الجمود. ويقذيها الجود. قال الحارث بن همام: فهمنا لبراعة عبارتها. وملح استعارتها. وقلنا لها: قد فتن كلامك. فكيف إلحامك. فقالت: يفجر الصخر. ولا فخر. فقلنا: إن جعلنا من رواتك. لم نبخل بمؤاساتك. فقالت: لأرينكم أولا شعاري. ثم لأروينكم أشعاري. فأبرزت ردن درع دريس. وبرزت برزة عجوز دردبيس. وأنشدت:

أشكو إلى الله اشتكاء المريض ... ريب الزمان المعتدي البغيض

يا قوم إني من أناس عنوا ... دها وجفن الدهر عنهم غضيض

فخارهم لي له دافع ... وصيتهم بين الورى مستفيض

تشب للسارين نيرانهم ... ويطعمون الضيف لحما غريض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015