إلى الوقار. وعقب الاستغراب بالاستغفار. قال: اللهم بحرمة عبادك المقربين. حرم حبسي على المتأدبين. ثم قال لذلك الأمين: علي به. فانطلق مجدا بطلبه. ثم عاد بعد لأيه. مخبرا بنأيه. فقال له القاضي: أما أنه لو حضر. لكفي الحذر. ثم لأوليته ما هو به أولى. ولآريته أن الآخرة خير له من الأولى. قال الحارث بن همام: فلما رأيت صغو القاضي إليه. وفوت ثمرة التنبيه عليه. غشيتني ندامة الفرزدق حين أبان النوار. والكسعي لما استبان النهار
روى الحارث بن همام. قال: ندوت بضواحي الزوراء مع مشيخة من الشعراء. لا يعلق لهم مبار بغبار. ولا يجري معهم ممار في مضمار. فأفضنا في حديث يفضح الأزهار. إلى أن نصفنا النهار. فلما غاض در الأفكار. وصبت النفوس إلى الأوكار. لمحنا عجوزا تقبل من البعد وتحضر إحضار الجرد. وقد استتلت صبية أنحف من المغازل. وأضعف من الجوازل. فما كذبت إذ رأتنا. أن عرتنا. حتى إذا ما حضرتنا: قالت: حيا الله المعارف. وإن لم يكن معارف. اعلموا يا مآل الأمل. وثمال الأرامل. أني من سروات القبائل. وسريات العقائل. لم يزل أهلي وبعلي يحلون الصدر ويسيرون القلب. ويمطون الظهر. ويولون اليد. فلما أردى الدهر الأعضاد. فجع بالجوارح الأكباد. وانقلب ظهرا لبطن. نبا الناظر. وجفا الحاجب.