الرسول. في استدعاء الخلالة والغسول. فلما عدت بالملتمس. في أقرب من رجع النفس. وجدت الجو قد خلا. والشيخ والشيخة قد أجفلا. فاستشطت من مكره غضبا. وأوغلت في إثره طلبا. فكان كم قمس في الماء. أو عرج به إلى عنان السماء.

المقامة الإسكندرية

قال الحارث بن هما: طحا بي مرح الشباب. وهوى الاكتساب. إلى أن جبت ما بين فرغانة. وغانة. أخوض الغمار. لأجني المثا. واقتحم الأخطار. لكي أدرك الأوطار. وكنت لفقت من أفواه العلماء. وثقفت من وصايا الحكماء. أنه يلزم الأديب الأريب. إذا دخل البلد الغريب. أن يستميل قاضيه. ويستخلص مراضيه. ليشتد ظهره عند الخصام. ويأمن في الغربة جور الحكام. فاتخذت هذا الأدب إماما. وجعلته لمصالحي زماما. فما دخلت مدينة. ولا ولجت عرينة. إلا وامتزجت بحكامها امتزاج الماء بالراح. وتقويت بعناية تقوي الأجساء بالأرواح. فبينما أنا عند حاكم الإسكندرية. في عيشة عرية. وقد أحضر مال الصدقات. ليفضه على ذوي الفاقات. إذ دخل شيخ عفرية. تعتله امرأة مصيبة. فقالت: أيد الله القاضي. وأدام به التراضي. إني امرأة من أكرم جرثومة. وأطهر أرومة. وأشرف خؤولة وعمومة. ميسمي الصون. وشيمتي الهون. وخلقي نعم العون. وبيني وبين جاراتي بون. وكان أبي إذا خطبني بناة المجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015