رغفاني. وانطلق ويدي زمامه. وظلي إمامه. والعجوز ثالثه الأثافي. والرقيب الذي لا يخفى عليه خافي. فلما استحلس وكنتي وأحضرته عجالة مكنتي. قال لي: يا حارث أمعنا ثالث. فقلت: ليس إلا العجوز. قال: ما دونها سر محجوز. ثم فتح كريمتيه. ورأرأ بتوأمتيه. فإذا سراجا وجهه يقدان. كأنهما الفرقدان. فابتهجت بسلامة بصره. وعجبت من غرائب سيره. ولم يلقني قرار. ولا طاوعني اصطبا. حتى سألته ما دعاك إلى التعامي. مع سيرك في المعامي. وجوبك الموامي. وإيغالك في المارمي. فتظاهر باللكنة. وتشاغل باللهنة. حتى إذا قضى وطره. أتأر إلي نظره. وأنشد:
ولما تعامى الدهر وهو أبو الورى ... عن الرشد في أنحائه ومقاصده
تعاميت حتى قيل إني أخو عمى ... ولا غرو أن يحذو الفتى حذو والده
ثم قال لي: انهض إلى المخدع فأتني بغسول يروق الطرف. وينقي الكف. وينعم البشرة. ويعطر النكهة. ويشد اللثة. ويقوي المعدة. وليكن نظيف الظرف. أريج العرف. فتي الدق. ناعم السحق. يحسبه اللامس ذرورا. ويخاله الناشق كافورا. واقرن به خلالة نقية الأصل. محبوبة الوصل. أنقية الشكل. مدعاة إلى الأكل. لها نحافة الصب. وصقال العضب. وآلة الحرب. ولدونة الغصن الرطب. قال: فنهضت فيما أمر. لأدرأ عنه الغمر. ولم أهم إلى أنه قصد أن يخدع. بإدخالي المخدع. ولا تظنيت أنه سخر من