رائد النوم. وفتحت التوأمتين إليه وقد حالت الأشجار دونه. وأصغيت فإذا هو يقول. على إيقاع الطبول:

أدعو إلى الله فهل من مجيب ... إلى ذرى رحب ومرعى خصيب

وجنة عالية ما تني ... قطوفها دانية ما تغيب

يا قوم إني رجل تائب ... من بلد الكفر وأمري عجيب

إن أك آمنت فكم ليلة ... جحدت ربي واتيت المريب

يا رب خنزير تمششته ... ومسكر أحرزت منه النصيب

ثم هداني الله وانتاشني ... من ذلة الكفر اجتهاد المصيب

فظلت أخفي الدين في أسرتي ... واعبد الله بقلب منيب

أسجد للات حذار العدى ... ولا أرى الكعبة خوف الرقيب

وأسأل الله إذا جنني ... ليل وأضناني يوم عصيب

رب كما أنك أنقذتني ... فنجني إني فيهم غريب

ثم اتخذت الليل لي مركبا ... وما سوى العزم أمامي جنيب

فقدك من سيري في ليلة ... يكاد رأس الطفل فيها يشيب

حتى إذا جزت بلاد العدى ... إلى حمى الدين نفضت الوجيب

فقلت إذ لاح شعار الهدى ... نصر من الله وفتح قريب

فلما بلغ هذا البيت قال: يا قوم وطئت داركم بعزم لا العشق شاقه. ولا الفقر ساقه. وقد تركت وراء ظهري حدائق وأعنابا. وكواعب أترابا. وخيلا مسمومة. وقناطير مقنطرة. وعدة وعديدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015