ما بين عصر سابق متلفت ... شوقا إليك ولاحق يتطلع
حدثنا عيسى بن هشام قال: كنت بالأهواز في رفقة متى ما ترق العين فيهم تسهل. ليس فينا إلا أمرد بكر الآمال. أو مختط حسن الإقبال. مرجو الأيام والليال. فأفضنا في العشرة كيف نضع قواعدها. والأخوة كيف نحكم معاقدها. والشرب في أي وقت تتعاطاه. والأنس كيف نتهاداه. وفائت الحظ كيف نتلاقاه. والشراب من أين نحصله. والمجلس كيف نرتبه. فقال: أحدنا علي البيت والنزل. وقال آخر: علي الشراب والنقل. ولما أجمعنا على المسير استقبلنا رجل في طمرين في يمناه عكازة. وعلى كتفه جنازة. فتطيرنا لما رأينا الجنازة وأعرضنا عنها صفحا. وطوينا دونها كشحا. فصاح بنا صيحة كادت لها الأرض تنفطر. والسماء تنكدر. وقال: لترنها صغرا. ولتركبنها كرها وقسرا. ما لكم تتطيرون من مطية ركبها أسلافكم وسيركبها أخلافكم. وتتقذرون سيراً وطئه آباؤكم. وسيطأه أبناؤكم. أما والله لتحملن على هذه العيدان. إلى تلكم الديدان. ولتنقلن بهذه الجياد. إلى تلكم الوهاد. وقد حان حينه ويحكم تتطيرون. كأنكم مخيرون. وتتكرهون. كأنكم منزهون. هل تنفع هذه الطيرة. يا فجرة. قال عيسى بن هشام: فلقد نغص