كانت سلما لكرامة أعدها. وحوله من حواشيه قئام. وأغصان غلمان بناديه قيام. كأن على رؤوسهم الطير. يتهلل بشرهم بكل خير ومير. في روض ناد مثمر مورق. عليه مخايل جود مغدق. فتجاذبنا أهداب الحديث. وأتى بنوادر حارة من كل تليد وحديث. فلما خضنا لجة الكلام ووقفت الأقلام على ساحل التمام. قال لي: قات من هناتك. وأنشدني ما قلته من أبياتك. فأنشدته منها:

سل الزمان علي عضبه ... ليروعني وأحد غربه حده

وأسال من جفني كرا ... هـ مراغما وأسال من غربه مجرى الدمع

وأجالني في الأفق أط ... وي شرقه وأجوب غربه مغربه

فبكل جو طلعة ... في كل يوم لي وغربه غروب

وكذا المغرب شخصه ... متغرب ونواره غربه بعيده

فلما ارتوى الحديث من اعذب الموارد والمصادر. ورجع الحوار حار النوادر. بارد البوادر. قال: لا فض الله فاك. ولا أقض في مهد الهنا مثواك. فقد تركت بنيات الطريق. وجلوت خرائد فكرك في معرض أنيق. ولم تنثر درر المدامع. إلا من در مودع في صدف المسامع. وما أقصر الليل على الراقد. وأهون السقم على العائد. وقد أصبت دار المقامة. فأنت جار أبي دؤاج بدار الكرامة. فألزمه لزوم الطوق جيد الحمامة. فآمالك لا تظمأ بهذا المقام. وكيف يظمأ من كان جار الغمام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015