فقالوا: هو النضر بن كنانة. المقرطس سهام آرائه من أعز كنانة. شيخ لبس عمائم دهره الثلاث. فهي على هامة همته ثلاث. من شجرة مورقة النسب. مثمرة بيانع ثمار الحسب. جاهه عريض طويل. فائض على العدو والخليل. وطيب شمائله في كل ناد انتشر. فغمة روضات تزدري الزهر. هيجها نضح من نضح السحر. فقلت: بخ بخ الجاه زكاة الشرف. ومن أحسن إلى من أساء إليه فقد انتصف. ومن تردى بساطع الأنوار. واحتبى بحباء الوقار. ولم يبق له ليل يصيح بجانبه نهار. فالسعادة له شعار ودثار. فقلت: سأفيض له وعلي أجمل ردا. وأذهب إليه في رفقتي غدا. فلما عطس الصباح. وشمتته كل ذات جناح. ورفعت ذكاء رأسها من مشرق الأنوار. فأشرقت على عالم الكون والفساد لنشاهد ما فيه من الأسرار. أتيت داره. فرأيت بدورا لها المنازل دارة. دار يسافر بها النظر. ويتسابق في محاسنها السمع والبصر. داخلها بهو وقصور. وسرادق لا يعرف كما له القصور. في صدرها همام خلفه وسادة. أحدق به وجوده أعيان وسيادة. يتنفسون بأنفاس النعامى. بين أوراق ريحان وخزامي:

لو أنصفوه لقاموا في مجالسه ... على الرؤوس قيام الظل في الماء

فقلت له: حياك الله وبياك. ولا زالت مشكاة أنسك مشرقة بمحياك. فرد التحية بأحسن منها وما ردها. وأمدها بطلاقة بشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015