أعلامه الجحافل. وتبدلت بأنسها وحشا. فلا ترى غير جائع يتجشا. وأقسمت ببيت سالت ببطحائه أعناق المطايا. وثمل ركبانه بكأس السرى في الغدايا والعشايا. لأغتربن غربة قارظية يخفق منها قلب الخافقين. وتدبغ أديم الجسد على ممر الجديدين. وتنسي صخرة السؤال عن حصين. وتنسي غطفان. غربة سنان. فقال لي خبير الأيام: الهجرة من سنن الكرام. كما فر موسى حين هم به القبط. وقد كنت قرأت في بعض الأسفار. إذا أراد الله سعه رزق عبد حبب له الأسفار. فزجرت السانح والبارح. والطائر الغادي والرائح. حتى رأيت الصبح انبلج. ومر بي طائر أغر من البلج. فتمسكت بذيل الحزم. وصممت على العزم. وقلت:
بقولك طه سافروا تغنموا لقد ... بدالي فأل في المطالب رابح
فما خط في رمل ولا طرق الحصى ... كأيدي جياد في السراب سوابح
وجنبت الجياد إلى المهاري. ولبست حلة دجى مزررة بالدراري. مع صقور على متون أعوجيات وركاب. بإقدام أقدام ترف بين غرز وركاب. على سفن ذود وزوارق. وسروج سوابح في بحار السراب غوارق. فلم يزل يرفعنا الآل. بين رفاق صحب وآل. على عبس ما لها غير النصب عقال. وظهور سوابح ما لها غير الكلال شكال. حتى نزلنا على الخورنق والسدير. وأنخنا مطايا العزم بين روضة وغدير. فسألنا عن بيضة البلد. وطودها الذي له بسفحها أرفع سند.