التقدير ولباب الصواب رأيا قد أحكمه نظرك وقلبه تدبيرك فليس وراءه مذهب طاعن ولا دونه معلق لخصومة عائب. ثم أجبت البرد به وانطوت الرسل عليه كان بالحري أن لا يصل إليهم محكمه. وقد حدث منهم ما ينقضه. فالسر أن ترجع إليك الرسل وترد عليك الكتب بحقائق أخبارهم وشوارد آثارهم ومصادر أمورهم. فتحدث رأيا غيره وتبتدع تدبيرا سواه. قد انفجرت الحق وتحللت العقد واسترخى الخناق وامتد الزمان. ثم لعلما موقع الآخرة كمصدر الأولى. لكن الرأي لك أيها المهدي وفقك الله أن تصرف إجالة النظر وتقليب الفكر فيما جمعتنا له واستشرتنا فيه. من التدبير لحربهم والحيل في أمرهم إلى الطب لرجل ذي دين فاضل. وعقل كامل. وورع واسع ليس موصوفا بهوى في سواك. ولا مهتما في أثرة عليك ولا ظنينا على دخلة مكروهة. ولا منسوبا إلى بدعة محذورة فيقدح في ملكك ويربض الأمور لغيرك. ثم تسند إليه أمورهم وتفوض إليه حربهم وتأمره في عهدك ووصيتك إياه بلزوم أمرك ما لزمه الحزم وخلاف نهيك إذا خالفه الرأي عن استحالة الأمور واشتداد الأحوال التي ينقض أمر الغائب عنها ويثبت رأي الشاهد لها. فإنه إذا فعل ذلك فواثب أمرهم من قريب وسقط عنه ما يأتي من بعيد تمت الحيلة وقويت المكيدة ونفذ العمل وأحد النظر إن شاء الله. (قال الفضل بن العباس) : أيها المهدي إن