وعفتهم شدائدها. وقرمتهم نواجذها. فلو عجمت ما قبلهم وكشفت ما عندهم لوجدت نظائر تؤيد أمرك. وتجارب توافق نظرك. وأحاديث تقوي قلبك. فأما نحن معاشر عمالك وأصحاب دواوينك فحسن بنا وكثير منا أن نقوم بثقل ما حملتنا من عملك واستودعتنا من أمانتك. وشغلتنا به من إمضاء عدلك وإنفاذ حكمك وإظهار حقك. (فأجابه المهدي) : إن في كل قوم حكمة ولكل زمان سياسة وفي كل حال تدبيرا يبطل الآخر الأول ونحن أعلم بزماننا وتدبير سلطاننا. (قال) : نعم أيها المهدي أنت متسع الرأي وثيق العقدة. قوي المنة بليغ الفطنة. معصوم النية محضور الروية. مؤيد البديهة موفق العزيمة. معان بالظفر مهدي إلى الخير. إن هممت ففي عزمك مواقع الظن. وإن اجتمعت صدع فعلك ملتبس الشك. فاعزم يهد الله إلى الصواب قلبك. وقل ينطق الله بالحق لسانك. فإن جنودك جمة وخزائنك عامرة. ونفسك سخية وأمرك نافذ. (فأجابه المهدي) : إن المشاورة والمناظرة بابا رحمة ومفتاحا بركة لا يهلك عليهما رأي ولا يتفيل معهما حزم. فأشيروا برأيكم وقولوا بما يحضركم فإني من ورائكم وتوفيق الله من وراء ذلك. (قال الربيع) : أيها المهدي إن تصاريف وجوه الرأي كثيرة. وإن الإشارة ببعض معاريض القول يسيرة. ولكن خراسان أرض بعيدة المسافة متراخية الشقة متفاوتة السبيل. فإذا ارتأيت من محكم التدبير ومبرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015