المخدوم الأبيض وأنت الخادم الأسود. وأقسم بمن صير في قبضتي أنواع اليمن إنك عن بلوغ قدري لأذل رتبة. وعن بري كفي لأخيب طلبة. فإني لا أنكر قول بعض أربابك حيث قالوا:

أف لرزق الكتبه ... أف له ما أصعبه

يرتشف الرزق به ... من شق تلك القصبة

يا قلما يرفع في الط ... رس لوجهي ذنبه

ما أعرف السكين إلا ... كاتبا ذا متربه

إن عاينت الديوان وقعت في الحساب والعذاب. أو البلاغة سحرت وبالغت فأنت ساحر كذاب. أو فخرت بتقييد العلوم فما لك منها سوى لمحة الطرف. أو برقم المصاحف فإنك تعبد الله على حرف. أو جمعت عملا فإنما جمعك للتكسير. أو رفعت إلي طرفك رجع البصر خاسئا وهو جسير. وهل أنت في الدول إلا هيال تكتفي الهمم بطيفه. أو إصبع تلعق بها الرزق إذا أكل الضارب بقائم سيفه. وساع على رأسه قل ما أجدى. وسار ربما أعطى قليلا وأكدى. ثم وقف وأكدى. أين أنت من حظي الأسنى وكفي الأغنى. وما خصصت به من الجوهر الفرد إذا عجزت أنت عن العرض الأدنى. كم برزت فما أغنيت في مهمه. وكم خرجت من دواتك لتسطير سيئة. فخرجت كما قيل من ظلمة إلى ظلمة. وهب أنك كما قلت مفتوق اللسان. جريء الجنان. مداحل بمخلبك بين ذوي الاقتناص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015