وحميت الأضغان قيظا. وشكوت الصدى فسيقت ولكن بشواظ من نار. وأخنت عليك الأيام حتى انتعل بأبعاضك الحمار. ولولا تعرضك إلي لما وقعت في المقت. ولولا إساءتك لما كنت تصقل في كل وقت. فدع عنك هذا الفخر المديد. وتأمل وصفي إذا كشف عنك الغطاء فبصرك اليوم حديد. وافهم قول ابن الرومي:
بذا قضى الله في الأقلام إذ بريت ... أن السيوف لها مذ أرهفت خدم
(فعند ذلك وثب السيف) على قده. وكان الغضب يخرجه من حده. وقال: أيها المتطاول على قصره. والماشي على طريق غرره. والمتعرض منى إلى الدمار. والمتحرش بي فهو كما تقول العامة: ذنبه قش ويتحرش بالنار. لقد شمرت عن ساقك حتى أغرقتك الغمرات. وأتعبت نفسك فيما لا تدرك إلى أن أذهبها التعب حسرات. أو لست الذي طالما أرعش السيف للهيبة عطفك. ونكسر للخدمة رأسك وطرفك. وأمر بعض رعيته وهو السكين فقطع قفاك وشق أنفك. ورفعك في مهمات خاملة وحطك. وجذبك للاستعمال وقطك. فليت شعري كيف جسرت. وعبست على مثلي وبسرت. وأنت السوقة وأنا الملك. وأنا الصادق وأنت المؤتفك. وأنت لصون الحطام وأنا لصون الممالك. وأنت لحفظ المزارع وأنا لحفظ المسالك. وأنت للفلاحة وأنا الفلاح. وأنت حاطب الليل من نقسه وأنا ساري الصباح. وأنا الباصر وأنت الأرمد. وأنا