الحديث وتجريحه. استغاث باللفظ النصير. واحتد وما أدراك ما حدة القصير. وقام في دواته وقعد. واضطرب على وجه القرطاس وارتعد. وعدل إلى السب الصراح. ورأى أنه إن سكت تكلم ولكن بأفواه الجراح. فانحرف إلى السيف وقال: أيها المعتز بطبعه. المغتر بلمعه. الناقض حبل الأنس بقطعه. الناسخ بهجيره من ظلال العيش فيئا. السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا. الحبيس الذي طالما عادت عليه عوائد شره. أتعرض بسبي. وتتعرض لمكايد حربي. ألست ذا الخدع البالغة والحرب خدعة. والمنن النافعة ولا خير فيمن لا تبغي الأنام نفعه. ألست المسود الأحق بقول القائل:

نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الجود والإقداما

أتفاخرني وأنا للوصل وأنت للقطع. وأنا للعطاء وأنت للمنع. وأنا للصلح وأنت للضراب. وأنا للعمارة وأنت للخراب. وأنا المعمر. وأنت المدمر. وأنت المقلد وأنا صاحب التقليد. وأنت العابث وأنا المجود ومن أولى من القلم بالتجويد. فما أقبح شبهك. وما أشنع يوما ترى فيه العيون وجهك. أعلى مثلي يشق القول. ويرفع الصوت والصول. وأنا ذو اللفظ المكين. وأنت ممن دخل تحت قول القرآن: أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين. فقد تعديت حدك. وطلبت ما لم تبلغ به جهدك. هيهات أنا المنتصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015