يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وعقد موصوف. وأجناهم من ورق حديدها الأخضر ثمار نعيمها الدانية القطوف. أما بعد فإن السيف زند الحق الوري وزنده القوي. وحده الفارق بين الرشيد والغوي. والنجم الهادي إلى العز وسبيله. والثغر الباسم عن تباشيره فلوله. وخصه الله على الأقلام بأن به للحق منهاجا. وأطلعه في ليالي النقع والشك سراجا وهاجا. وفتح باب الدين بمصباحه حتى دخل فيه الناس أفواجا. فهو ذو الرأي الصائب. وشهاب العزم الثاقب. وسماء العز التي زينت من آثاره بزينة الكواكب. والحد الذي كأنه ماء دافق يخرج من عند قطع الأجساد من بين الصلب والترائب. لا تجحد آثاره ولا ينكر قراراه. إذا اشتبت في الدجى والنقع ناره. يجمع بني الحالتين البأس والكرم. ويصاغ في طوق الحليتين فهو إما طوق في نحور الأعداء وإما خلخال في عراقيب أهل النقم. وتحسم به أهواء الفتن المضلة. وتحذف بهمته الجازمة حروف العلة. وإذا انحنى في سماء القتام بالضرب فهو القوي الاستطاعة الطويل المعمر. إذا قصف سواه في ساعة فما أولاه بطول الإحسان. وما أجمل ذكره في أخبار المعمرين ومقاتل الفرسان. كأن الغيث في غمده للطالب المنتجع. وكأنه زناد يستضاء به إلا أن دفع الدماء شرره الملتمع. كم قد مد فأدرك الطلاب. ودعا النصر بلسانه المحمر من أثر الدماء فأجاب. وتشعبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015