من معجزات النبوءة نوعا من النصر بالرعب. وبعث جحافل السطور فالقسي دالات والرماح ألفات واللامات لامات. والهمزات كواسر الطير التي تتبع الجحافل. والأتربة عجاجها المحمر من دم الكلى والمفاصل. فهو صاحب فضيلتي العلم والعمل. وساحب ذيلي الفخار في الحرب والسلم. لا يعاديه إلا من سفه نفسه. ولبس لبسه. وطبع على قلبه. وفل الجدال من غربه. وخرج في وزن المعارضة عن ضربه. وكيف يعادى من إذا كرع في نقسه. قيل إنا أعطيناك الكوثر. وإذا ذكر شانئه السيف قيل إن شانئك هو الأبتر. أقول قولي هذا وأستغفر الله من الشرف وخيلاته. والفخار وكبريائه. وأتوكل على الله فيما حكم. وأسأله التدبير فيما جرى به القلم. ثم اكتفى بما ذكره من أدواته. وجلس على كرسي دواته متمثلا بقول القائل:

قلم يفل الجيش وهو عرمرم ... والبيض ما سلت من الأغماد

وهبت له الآجام حين نشابها ... كرم السيول وصولة الآساد

فعند ذلك نهض السيف قائما عجلا. وتملظ لسانه للقول مرتجلا. وقال: بسم الله الرحمن الرحيم وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز. الحمد لله الذي جعل الجنة تحت ظلال السيوف. وشرع حدها في ذوي العصيان فأغصتهم بماء الحتوف. وشيد مراتب الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015