فما لكم تعتزون لفخري وتنتمون. وتتأخرون في ميداني وتتقدمون. تبرؤوا إلي مما تزعمون. ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. (فقالت مالقة) : أتتركوني بينكم هملا. ولم تعطوني في سيدنا أملا. ولم ولي البحر العجاج. والسيل الثجاج. والجنات الأثيرة. والفواكه الكثيرة. لدي من البهجة ما تستغني به الحمام عن الهديل. ولا تجنح الأنفس الرقاق الحواشي إلى تعويض عنه ولا تبديل. فما لي لا أعطى في ناديكم كلاما. ولا أنشر في جيش فخاركم أعلاما. فكان الأمصار نظرتها ازدراء. فلم تر لحديثها في ميدان الذكر إجراء. لأنها موطن لا يحلى منه بطائل. ونظن البلاد تأولت فيها قول القائل:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... نخير من إجابته السكوت
(فقالت مرسية) : أمامي تتعاطون الفخر. وبحضرة الدر. تنفقون الصخر. إن عدت المفاخر فلي منها الأول والآخر. أين أوشالكم من بحري. وخرزكم من لؤلؤ نحري. فلي الروض النضير. والمرأى الذي ما له من نظير. فمن دوحات. كم لها من بكور وروحات. ومن أرجاء. إليها تمد أيدي الرجاء. فأبنائي فيه في الجنة الدنيوية مودعون. يتنعمون فيما يأخذون ويدعون. ولهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون. فانقادوا لأمري. وحاذروا اصطلاء جمري. وخلوا بيني وبين سيدنا أبي زيد. وإلا ضربتكم ضرب زيد. فانا أولاكم بهذا المستأثر بالتعظيم. وما يلقاها إلا