الهذيان. وإني للإيضاح والبيان. متى استحال المستقبح مستحسنا. ومن أودع أجفان المهجور وسنا. أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا. يا عجبا للمراكز تقدم على الأسنة. وللأثفار تفضل على الأعنة. إن ادعيتم سبقا. فما عند الله خير وأبقى. لي البيت المطهر الشريف. والاسم الذي ضرب عليه رواقه التعريف. في بقيعي محل الرجال الأفاضل. فليرغم أنف المناضل. وفي جامعي مشاهد ليلة القدر. فحسبي من نباهة القدر. فما لأحد أن يستأثر علي بهذا السيد الأعلى. ولا أرضى له أن يوطئ غير ترابي نعلا. فأقروا لي بالأبوة. وانقادوا لي على حكم البنوة. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة. وكفوا عن تباريكم. ذلكم خير لكم عند باريكم. (فقالت غرناطة) : لي المعقل الذي يمتنع ساكنه من النجوم. ولا تجري إلا تحته جياد الغيث السجوم. فلا يلحقني من معاند ضرر ولا حيف. ولا يهتدي إلي خيال طارق ولا طيف. فاستسلموا قولا وفعلا. فقد أفلح اليوم من استعلى. لي بطاح تقلدت من جداولها أسلاكا. واطلعت كواكب زهرها فعادت أفلاكا. فحسني لا يطمع فيه ولا يحتال. فدعوني فكل ذات ذيل تختال. فأنا أولى بهذا السيد الأعدل. وما لي به من عوض ولا بدل. ولم لا يعطف علي عنان مجده وبثني. وإن أنشد يوما فإياي يعني:
بلاد بها عق الشباب تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها