بكل أبيض قد أجرى الفرند به ... ماء الردى فلو استقطرته قطرا
خاض العجاجة عريانا فما انقشعت ... حتى اتى بدم الأبطال مؤتزرا
لا يحسن الحلم إلا في مواطنه ... ولا يليق الوفا إلا لمن شكرا
ولا ينال العلى إلا فتى شرفت ... خلاله فأطاع الدهر ما أمر
كالصالح الملك المرهوب سطوته ... فلو توعد قلب الدهر لانفطرا
لما رأى الشر قد أبدى نواجذه ... والغدر عن نابه للحرب قد كشرا
رأى القسي إناثا في حقيقتها ... فعافها واستشار الصارم الذكرا
فجرد العزم من قبل الصفاح لها ... ملك عن البيض يستغني بما شهرا
يكاد يقرأ من عنوان همته ... ما في صحائف ظهر الغيب قد سطرا
كالبحر والدهر في يومي ندى وردى ... والليث والغيث في يومي وغى وقرى
ما جاد للناس إلا قبل ما سألوا ... ولا عفا قط إلا بعد ما قدرا
لا موه في بذله الأموال قلت لهم ... هل تقدر السحب ألا ترسل المطرا
إذا غدا الغصن غضا من منابته ... من شاء فليجن من أفنانه الثمرا
من آل ارتق المشهور ذكرهم ... إذ كان كالمسك إن أخفيته ظهرا
الحاملين من الخطي أطوله ... والناقلين من الأسياف ما قصرا
لم يرحلوا عن حمى أرض إذا نزلوا ... إلا وأبقوا بها من جودهم أثرا
تبقى صنائعهم في الأرض بعدهم ... والغيث إن سار أبقى بعده الزهرا
لله در سما الشهباء من فلك ... وكلما غاب نجم أطلعت قمرا
يا أيها الملك الباني لدولته ... ذكر أطوى ذكر أهل الأرض وانتشرا