لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
هم جردوا السيف فاجعلهم له جزرا ... وأوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا
إن تعف عنهم يقول الناس كلهم ... لم يعف حلما ولكن عفوه رهبا
هم أهلة غسان ومجدهم ... عال فإن حاولوا ملكا فلا عجبا
وعرضوا بفداء واصفين لنا ... خيلا وإبلا تروق العجم والعربا
أيحلبون دما منا ونحلبهم ... رسلا لقد شرفونا في الورى حلبا
علام تقبل منهم فدية وهم ... لا فضة قبلوا منا ولا ذهبا
قال في الدين الحلي يحرض السلطان الملك الصالح على الاحتراز من المغول ومنافرتهم عن إقبالهم ويهينه بعيد النخر
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا ... ولا ينال العلى من قدم الحذرا
ومن أراد العلى عفوا لا تعب ... قضى ولم يقض من إدراكها وطرا
لابد للشهد من نحل يمنعه ... لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
لا يبلغ السؤل إلا بعد مؤلمة ... ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
واحزم الناس من لومات من ظمإ ... لا يقرب الورد حتى يعرف الصدرا
وأغزر الناس عقلا من إذا نظرت ... عيناه أمرا غدا بالغير معتبرا
فقد يقال عثار الرجل إن عثرت ... ولا يقال عثار الرأي إن عثرت
من دبر العيش بالآراء دام له ... صفوا وجاء إليه الخطب معتذرا
يهون بالرأي ما يجري القضاء به ... من أخطأ الرأي لا يستذنب القدر
من فاته العز بالأقلام أدركه ... بالبيض يقدح من أطرافها الشررا