سلطانه تنويها بشريف قدره. واعترافا بصنيعه الذي تنفد العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره. وكيف لا وقد أقام الدولة العباسية بعد أن أقعدتها زمانة الزمان. وأذهبت ما كان لها من محاسن وإحسان. وعتب دهرها المسيء لها فأعتب. وأرضى عنها زمنها وقد كان صال عليها صولة مغضب. فأعاد لها سلما بعد أن كان عليها حربا. وصرف إليها اهتمامه فرجع كل متضايق من أمورها واسعا رحبا. ومنح أمير المؤمنين عند القدوم عليه حنوا وعطفا. وأظهر من الولاء رغبة في ثواب الله ما لا يخفى. وأبدى من الاهتمام بأمر الشريعة والبيعة أمرا لو رامه غيره لامتنع عليه. ولو تمسك بحبله متمسك لانقطع به قبل وصوله إليه. ولكن الله ادخر هذه الحسنة ليثقل بها ميزان ثوابه. ويخفف بها يوم القيامة حسابه والسعيد من خفف من حسابه. فهذه منقبة أبى الله إلا أن يخلدها في صحيفة صنعه. ومكرمة تضمنت لهذا البيت الشريف لجمعه. بعد أن حصل الإياس من جمعه. وأمير المؤمنين يشكر لك هذه الصنائع. ويعترف أنه لولا اهتمامك لا تسع الخرق على الراقع. وقد قلدك الديار المصرية والبلاد الشامية. والديار البكرية والحجازية واليمنية والفراتية. وما يتجدد من الفتوحات غورا ونجدا. وفوض أمر جندها ورعاياها إليك حتى أصبحت بالمكارم فردا. ولا جعل منها بلدا من البلاد ولا حصنا من الحصون يستثنى. ولا جهة من الجهات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015