بوجوهنا فعرضتم لنا دونهم فقاتلتمونا فأبعدكم الله. فوالله لو قلتم: لا نعرف الذي تقول ولا نعلمه لكان أعذر مع أنه لا عذر للجاهل. ولكن أبى الله إلا أن ينطق بالحق على ألسنتكم ويأخذكم به في الآخرة (العقد الفريد لابن عبد ربه)
(لما بويع بالخلافة للمستنصر بالله صعد فخر الدين بن لقمان رئيس الكتاب منبرا فقرأ على الملك تقليد السلطان وكان التقليد من إنشائه. وصورته:)
الحمد لله الذي أضفى على الإسلام ملابس الشرف. وأظهر بهجة دره وكانت خافية بما استحكم عليها من الصدف. وشيد ما وهي من علائه حتى أنسى به ذكر من سلف. وفيض لنصره ملوكا اتفق عليهم من اختلف. أحمده على نعمه التي وقعت العين منها في الروض الأنف. وألطافه التي وقف الشاكر عليها فليس له عنها منصرف. وبعد فإن أولى الأولياء بتقديم ذكره. وأحقهم أن يصبح القلم راكعا وساجدا لتسطير مناقبه وبره. من سعى فأضحى سعيه للحمد متقدما. ودعا إلى طاعته فأجاب من كان منجدا ومتهما. وما بدت يد في المكرمات إلا كان لها زندا ومعصما ولا استباح بسيفه حمى وغى إلا أضرم منه نارا وأجرى منه دما. ولما كانت هذه المناقب الشريفة مختصة بالمقام العالي المولوي السلطاني الملكي الظاهري الركني شرفه الله وأعلاه. ذكره الديوان العزيز المستنصري أعز الله