تعد في الأعلى ولا في الأدنى. فلاحظ أمور الأمة فقد أصبحت لها حاملا. وخلص نفسك من التبعات اليوم ففي غد تكون مسؤولاً لها سائلا. ودع الاغترار بأمر الدنيا فما نال أحد منها طائلا. وما رآها أحد بعين الحق إلا رآها حائلا زائلا. فالسعيد من قطع منها آماله الموصولة. وقدم لنفسه زاد التقوى تقدمة غير التقوى مردودة لا مقبولة. وأبسط يدك بالإحسان والعدل فقد أمر الله بالعدل وحث على الإحسان. وكفر به عن المرء ذنوبا كتبت عليه وآثاما. وجعل يوما واحدا منها كعبادة العابد ستين عاما. وما سلك أحد سبيل العدل إلا واجتنى ثماره من الأفنان ورجع الأمر بعد تداعي أركانه وهو مشيدا الأركان. وتحصن به من حوادث زمانه. والسعيد من تحصن من حوادث الزمان. وكانت أيامه في الأيام أبهى من الأعياد. وأحلى من العقود إذا حلي بها عاطل الجياد. وهذه الأقاليم المنوطة بك تحتاج إلى نواب وحكام. وأصحاب رأي من أصحاب السيوف والأقلام. فإذا استعنت بأحد منهم في أمورك فنقب عليه تنقيبا. واجعل عليه في تصرفاته رقيبا. واسأل عن أحواله ففي يوم القيامة تكون عنه مسؤولاً وبما اجترم مطلوبا. ولا تول منهم إلا من تكون مساعيه حسنات لك ولا ذنوبا. وأمرهم بالأناة في الأمور والرفق. ومخالفة الهوى إذا ظهرت أدلة الحق. وأن يقابلوا الضعفاء في حوائجهم بالثغر بالباسم والوجه الطلق. وأن لا