بتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين. فأصبحتم عن الحق ناكبين أمواتا غير أحياء وما تشعرون. يا أهل المدينة يا أبناء المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما أصح أصلكم وأسقم فرعكم. كان آباءكم أهل اليقين وأهل المعرفة بالدين والبصائر الناقدة والقلوب الواعية وأنتم أهل الضلالة والجهالة. واستعبدتكم الدنيا فأذلتكم والأماني فأضلتكم. فتح الله لكم باب الدين فأفسدتموه. وأغلق عنكم باب الدنيا ففتحتموه. وسارع إلى الفتنة بطاء عن السنة. عمي عن البرهان. صم عن العرفان. عبيد الطمع حلفاء الجزع. نعم ما ورثكم آباءكم لو حفظتموه وبئس ما تورثون أبنائكم إن تمسكوا به. نصر الله آباءكم على الحق وخذلكم على الباطل. كان عدد آباءكم قليلا طيبا وعددكم كثير خبيث. اتبعتم الهوى فأرداكم. واللهو فأسهاكم. ومواعظ القرآن تزجركم فلا تزدجرون. وتعبركم فلا تعتبرون. سألناكم. عن ولاتكم هؤلاء فقلتم والله ما فيهم الذي يعلم. أخذ المال من غير صلة فوضعوه في غير حقه وجاروا في الحكم فحكموا بغير ما أنزل الله. واستثاروا بفيئنا فجعلوه دولة بين الأغنياء منهم وقلنا لكم: تعالوا إلى هؤلاء الذين ظلمونا وظلموكم وجاروا في الحكم فحكموا بغير ما أنزل الله. فقلتم: لا نقوى على ذلك ووردنا إنا أصبنا من يكفينا فقلنا: نحن نكفيكم ثم الله راع علينا وعليكم إن ظفرنا لنعطين كل ذي حق حقه. فجئنا فارتقينا الرماح بصدورنا والسيوف