أموركم إليه. وإن هلكت قبل وصولي إليه فاحلفوني في عزيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من فتح هذه الجزيرة بقتله.

خطبة أبي حمزة بالمدينة

قال مالك بن أنس: خطبنا أبو حمزة خطبة شك فيها المستبصر وردت المرتاب. قال أوصيكم بتقوى الله وطاعته والعمل بسنته وصلة الرحم وتعظيم ما صغرت الجبابرة في حق الله. وتصغير ما عظمت من الباطل وإماتة ما أحيوا من الجور. وإحياء ما أماتوا من الحقوق. وأن يطاع الله ويعصى العباد في طاعته فالطاعة للعباد من أهل طاعة الله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ندعو إلى سنة الله والقسم بالسوية والعدل في الرعية ووضع الأخماس في مواضعها التي أمر الله بها. إنا والله ما خرجنا أشرا ولا بطرا ولا لهوا ولا لعبا. ولا لدولة ملك نريد أن نخوض فيها ولا لثأر قد نيل منا. ولكن لما رأينا الأرض قد أظلمت ومعالم الجور قد ظهرت وكثر الادعاء في الدين وعمل بالهوى وعطلت الأحكام وقتل القائم بالقسط وعنف القاتل بالحق سمعنا مناديا ينادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. فأجبنا داعي الله (الآية) فأقبلنا من قبائل شتى قليلين مستضعفين في الأرض. فآوانا الله وأيدنا بنصره فأصبحنا بنعمته إخوانا وعلى الدين أعوانا. يا أهل المدينة أولكم خير أول وآخركم شر آخر. إنكم أطعتم قراءكم وفقهاءكم فاختانوكم عن كتاب غير ذي عوج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015