ويردون الأمم العاصية من حندس المساء إلى ضياء النهار. يجنبون الجنوب في الطاعات المسيحية وثير المراقد. ويستوطئون النوم على مضاجع السيال وخشن الغراقد. ويقطعون المسافات الشاسعة بشسوع مقطعة. ويخوضون البحور الزواخر بقلوب محتفة بالتأييد وأذهان مشجعة. يرفلون إلى سائر الآفاق بنجائب الهمم العلية. ويتوقلون أعناق اللجج العميقة بأقدام العزائم القدسية. صابرين على معاناة البلايا والمصاعب. مثابرين على مكافحة الأهوال في الشقق البعيدة والمتاعب. ينتقلون من امة إلى أمة. وينقلون عن القلوب غمة بعد غمة لا تزعجهم نار الأهوال إذا تأججت وشبت. ولا تذهلهم عقارب الأقدار إذا ازبارت ودبت. ولا تتقلقل عزائمهم عن عواصف رياح الوعيد إذا هبت. ولا تتزلزل هممهم عن طلبة الله إذا أصابتهم غمائم التهديد وصبت. يخلبون بالآيات الباهرة قلوب ربات الهوادج. يزعجون سدد الممالك العظام بالكلمات السواذج. فهم كأناس نضيت عن أشباح أبدانهم جلابيب البشرية. أو كأنهم ملائكة تأرضوا فانقضوا من صفيح السماء الأثيرية. شعث اللمم والنواصي صوافي الأذهان. سهم الوجوه ضوامر الأبدان. ضئال الجسوم من تحمل أعباء العبادة. غبر الوجوه من تعفير الخدود على هبوات الثرى وقشف الزهادة. نحاف الأبدان من التهجد في ظلمات الدياجر. شحاب الألوان من لفحات السمائم وحر الهواجر. قد لبسوا ملابس الفقر على فقرات بالية. ونزعوا عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015