القلوب حنادس الكفر بخطرات عالية ... مساكين ترجف من سطوتهم أسرة الممالك. جبن قد قهروا ذوي البأس والنجدة والسجاحة. لكن أربوا بالحجج الدوامغ على أرباب الفصاحة ... ليس لهم في خزائن القلوب من العفائل غيرحب حب المسيح. ولا لهم في جيوب الجنوب من الموال الجزائل غير الإيمان الصحيح. لا يثني ثنية عزائمهم عن الثناء على سيدهم ثان. ولا في صدفات قلوبهم غير درة التوحيد شيء ثان. من شذور كلامهم تنظم عقود العقائد. وبنود أفهامهم تستل السخائم وينحل معقود الحقائد. هجموا على ملوك الروم وفلاسفة اليونان. وهم منهمكون في غمرات الغي وعبادة الأوثان. قد أذهلتهم شبه الشكوك فلم تغادر لهم لبا. حتى اتخذوا لهم الصنم المسبوك إلها وربا. قد عسعست دياجير الكفر على الأبصار بصائرهم. وعشعش البهتان والضلال في أوعار سرائرهم. فما فيهم إلا من عدم بهاء العقل
الشريف فبهم. وضري على شهوات الجسد السخيف حتى نهم. قد عاثت ذئاب الخطايا في أجسامهم. وفاحت رائحة الذنوب وزفرة الأجرام من أفمامهم. فما زالوا يصدعون قلوبهم بصوادق البراهين والبينات. ويقطعون أعذار الحكماء بمدى الأدلة وصوارم الآيات. حتى انفلقت بيضة الأذهان عن فرخ الحقائق. وافترت مضاحك الإيمان في وجوه الخلائق. وحاز الحق قصبات السبق يوم رهانه. وتنكست أعلام الضلال بظاهر معجزه وبرهانه. فانتقل الناس إلى نهار البشارة