السيد المسيح من أحقر المناسب. وأصارهم من درج الإمامة الكهنوتية في أوفى الرتب وأعلى المناصب. واصطفاهم خدما لشريف سدته. ودعاة يرسلهم إلى آفاق الأرض لنشر أوامر ناموسه ودعوته. وجعلهم بروجا اثني عشرية لشمس سلطانه وأشعته. وساعات ناطقة لنهار شرعه الفضلي وبشارته. واختصهم ملائكة لعرش عزته الذي لا يطور به ثل. وجنود محتفة بلواء سلطانه القدسي الذي لا يلم بعقده حل. ورتبهم أيمة للخلق وأعلاما للدلالة. وشرفهم بتاج الكهنوت وأكاليل الرسالة. ومثلهم بالملح المصلحة للطعوم التفهة. والأنوار الزواهر في السماء البيعي الذي تضيء بأنواره كل جهة. وبذر زروع القدس والإيمان في فراديس أذهانهم. وأنبت غروس سرائر الملكوت في جنان جنانهم. وأمرهم بأن يكونوا مصابيح الدجى. وسلم إليهم أقاليد على استنزال المواهب واستغزار العطايا. وأثبت أسماءهم في بيعة الأبكار وجرائد الأسماء. وأنفذ حكمهم في أطراف الأرض وأكناف المساء. وقال لهم ما تحلونه في الأرض فهو مثلول المباني والقواعد. وما تربطونه في الأرض والسماء فهو مرموم النواحي مربوط المعاقد. وأمرهم بالسعي في المتابه والمجاهل بقلوب قوية. وأن يغشوا غمرات الكرائه بنفوس عازفة عن الشهوات أبية. ينتقلون في الأغوار والأنجاد. بغير سلاح يحمي سربهم من الأذاء ولا زاد يردون على الممالك والأمصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015