أسفا علينا معشر الأموات لا ... ننفك عن شغل بهاك وهات
ويغرنا لمع السراب فنغتدي ... في غفلة عن هادم اللذات
يا من غدا وراح وألف المراح. يا من شرب الراح ممزوجة بالعذاب القراح. وقعد لعيان صروف الزمان مقعد الاقتراح. كأنك والله باختلاف الرياح. وسماع الصياح. وهجوم غارة الاجتياح. فأديل الخفوت من الارتياح. ونسيت أصوات الغناء برنات الرياح. وعوضت عرر النوب القباح. من غرر الوجوه العهود الكريمة بمر المساء عليها والصباح. وأصبحت كماة النطاح. من تحت البطاح. وخملت المهندة والرماح ذليلة من بعد الجماح.
تبا لطالب دنيا لا بقاء لها ... كأنما هي في تصريفها حلم
صفاؤها كدر سراؤها ضرر ... أمانها غدر أنوارها ظلم
شبابها هرم راحاتها سقم ... لذاتها ندم وجدانها عدم
فخل عنها ولا تركن لزهرتها ... فإنها نعم في طيها نقم
يا مشتغلا بداره. ورم جداره. عن إسراعه إلى النجاة وبداره. يا من صاح بإنذاره. وشيب عذاره. يا من صرف عين اعتذاره بأقذاره. يا من قطعه بعد مزاره. وثقل أوزاره. يا معتلقاً ينتظر هجوم جزاره. يا من أمعن في خمر الهوى خف من إسكاره. يا من خالف مولى رقه توق من إنكاره. يا كلفا بعارية ترد. يا مفتونا بأنفاس تعد.