الله وإن كنت لمن الساخرين. وتنادي أخرى: هل إلى مرد من سبيل. تستغيث أخرى: يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل. وتقول أخرى: رب أرجعوني. فرحم الله من نظر لنفسه. قبل غروب شمسه. وقدم لغده من أمسه. وعلم أن الحياة تجر إلى الموت. والغفلة تقود إلى الفوت. والصحة مركب الألم. والشيبة سفينة تقطع إلى الساحل الهرم.

وله أيضاً من عظة

إخواني صمت الآذان والنداء جهير. وكذب العيان والمشار إليه شهير. أين الملك وأين الظهير. أين الخاصة أين الجماهير. أين القيل والعشير. أين ابن أردشير. صدق والله الناعي وكذب البشير. وغش المستشار واتهم المشير. وسئل عن الكل فأشار إلى التراب المشير:

خذ عن حياتك للممات الآتي ... وبدار ما دام الزمان مواتي

لا تغتر فهو السراب بقيعة ... قد خودع الماضي به الآتي

يا من يؤمل واعظا ومذكرا ... يوما ليوقظه من الغفلات

هلا اعتبرت ويا لها من عبرة ... بمدافن الآباء والأمات

قف بالبقيع وناد في عرصاته ... فلكم به من جيرة ولدات

درجوا ولست بخالد من بعدهم ... متميز عنهم بوصف حياة

والله ما استهللت حيا صارخا ... إلا وأنت تعد في الأموات

كيف الحياة لدارج متكلف ... سنة الكرى بمدارج الحيات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015