فما لي أراك ساهياً لاهياً. أبق على نفسك وأربع. فهذه أخرى المراحل الأربع. ومن بلغ رابعة المراحل. فقد بلغ من الحياة الساحل. وما بعدها إلا المورد الذي ليس لأحد عنه مصدر. ولا زيد من عمرو بوروده أجد. هو لعمر الله مشرع. جميع الناس فيه شرع. وأحقهم بالاستعداد له من شارفه وأولاهم بالإشفاق له من فارقه.

(المقالة الثالثة والأربعون) ما لعلماء السوء جمعوا عزائم الشرع ودونوها. ثم رخصوا فيها لأمراء السوء وهونوها. ليتهم إذ لم يرعوا شروطها لم يعوها. وإذا لم يسمعوها كما هي لم يسمعوها. إنما حفظوا وعلقوا. وصفقوا وحلقوا. ليقمروا المال وييسروا. ويفقروا الأيتام ويؤسروا. إذا أنشبوا أظفارهم في نشب فمن يخلص. وإن قالوا لا نفعل أو يزاد كذا فمن ينقص. دراريع ختالة. ملؤها ذراريح قتالة. وأكمام واسعة. فيها أصلال لاسعة. وٌلام. كأنها أزلام. وفتوى. يعمل بها الجاهل فيتوى. إن وازنت بين هؤلاء والشرط. وجدت الشرط أبعد من الشطط. حيث لم يطلبوا بالدين الدنيا ولم يثيروا الفتنة بالفتيا.

(المقالة الرابعة والأربعون) هب أنك اتقيت الكبائر التي نصت. وتجنبت العظائم التي قصت. ورضت نفسك مع الرائضين. على أن لا تخوض مع الخائضين. فما قولك في هنات توجد منك وأنت ذاهل. في هفوات تصدر عنك وأنت غافل. ولعلك ممزق الشلوح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015