ورأيك في الشهوات باتر. وشوقك إلى ما عند الله فاتر. وأنت مترفه مترف. أطيب قطف لك مخترف. في أكناف السعة راتع. ولأخلاف الدعة راضع. وفي تيه الغفلات هائم. كأنك إحدى البهائم ما هذا خلق المؤمن. ولا هكذا صفة الموقن. المؤمن راهب راغب. ساغب لاغب. ذو هيئة بذة. محتم من كل لذة. إن رأى من نفسه جماحاً ألجم وحجر. وإن أحس منها مطمعاً ألقمها الحجر.
(المقالة الثالثة والثلاثون) يا عدب الدينار والدرهم متى أنت عتيقهما. ويا أسير الحرص والطمع متى أنت طليقهما. هيهات لا عتاق إلا أن تكاتب على دينك الممزق. ولا إطلاق أو تفادي بخيرك الملزق. يا من يشبعه القرص. ما هذا الحرص. ويا من ترويه الجرع. ما هذا الجزع. ستعلم غداً إذا تندمت. أن ليس لك إلا ما قدمت. وإذا لقيت المنون. لم ينفعك مال ولا بنون. ما يصنع بالقناطير المقنطرة. عابر هذه القنطرة. وما يريد من البهجة والفرحة. نازل ظل هذه السرحة.
(المقالة الثامنة والثلاثون) لم أر فرسي رهان. مثل الحق والبرهان. لله درهما متخاصرين. ولا عدمتهما من متناصرين. اصطحبا غير مبانين. اصطحاب أبانين. من شديده بغرزهما. فقد اعتز بعزهما. ومن زل عنهما فهو من الذلة أذل. ومن القلة أقل.
(المقالة التاسعة والثلاثون) أيها الشيخ الشيب ناهيك به ناهياً.