واعتنق الجد والزم الجدد. إن الله تعالى خلقك جداً لا عبثاً. وفطرك إبريزاً لا خبثاً. لولا أن نفسك بكسبها الخبيث خبثتك. وبلطخ عملها السيئ لوثتك. فأرخيت عنانك فيما أنت عنه مزجور. وتوليت بركتك عما أن عليه مأجور. إلقاء بيدك إلى التهلكة. وإضاعة لحظك في عظيم المهلكة.
(المقالة الرابعة والعشرون) من لعمل كالظهر الدبر. ومن لقلب كالجرح الغبر. دووي بكل دواء ينجع. واحتيل عليه بكل حيلة فلم ينفع. متى رفوت منه جانباً انتقض عليه آخر. وإذا سددت من فساده منخراً جاش منخره ضاقت عن تدبيره فطن الأناسي. وأعضل علاجه على الطيب النطاسي. فيا ويلتا من هذا السقام. ويا غوثتا من هذا الداء العقام. وما أحق بمثلي أن يبيت بليلةٍ سليم. كلما تليت: إلا من أتى الله بقلب سليم.
(المقالة الخامسة والعشرون) احرص وفيك بقية. على أن تكون لك نفس تقية. فلن يسعد إلا التقي. وكل من عداه فهو شقي. قبل أن ترى الشيب المجلل. والصلب المهلل. والجلد المتشنن. والرأي المتقنن. والنوء المتخاذل. والوطء المتثاقل. والرثية في المفاصل ناهضة. والرعشة للأنامل نافضة. وقبل أن لا تقدر على ما أنت عليه قادر. ولا تصدر عما أنت عنه صادر.
(المقالة الحادية والثلاثون) قلبك آمن. وجأشك متطامن.