بطلا جوادا سمحا إلا أن يده كانت قصيرة مع ملوك بني بويه. فقبضوا عليه وبايعوا أبا العباس أحمد القادر بالله (381) . وكان حسن الطريقة والسمت كثير الخير والدين والمعروف. وفي أيامه تراجع وقار الدولة العباسية ونما رونقها وأخذت أمورها في القوة ومكث القادر في الخلافة مدة طويلة حتى أنافت خلافته على إحدى وأربعين سنة. وولي بعده بعهد منه ولده أبو جعفر وقلب القائم بأمر الله وكان خيرا دينا باهر الفضل غلا أنه مغلوب بيد أمرائه وطالبت مدته مع ذلك. وفي أيامه انقرضت بني بويه وظهرت الدولة السلجوقية

المقتدي بالله (1075) المستظهر بالله (1049) المسترشد بالله (1118)

328 تولي بعد بعهد منه حفيده أبو القاسم ولقب المقتدي بالله. وكان من نجباء بني عباس دينا. ومن جملة صلاحه أن السلطان ملكشاه من آل سبكتكين قصد أن يظهر الحنف والحيف على الخليفة المذكور فأرسل غليه يقول له: أخرج من بغداد. فتلطف به المقتدي فأبى. فاستمهله عشرة أيام فأمهله. فصار الخليفة يصوم ويتضرع إلى الله فنفذ دعائه وهو مظلوم. فهلك السلطان ملكشاه قبل مضي عشرة أيام وعدت هذه كرامة للخليفة المقتدي وكانت وفاته بسنة (487) فجأة. وتولي بعده ابنه أبو العباس ولقب المستظهر بالله وكان كريم الأخلاق سهل العريكة مهذب الخلال. وكان قد غلب عليه ملوك آل سلجوق. ثم خلفه ابنه أبو المنصور ولقب المسترشد بالله وكان شجاعا دينا مقداما ذا رأي وهمة عالية فأحيا مجد بني العباس. وخرج إلى قتال السلطان مسعود السلجوقي فاستظهر عليه وقتل المسترشد غيلة (لأبي الفرج)

الراشد (1135) المقتفي لأمر الله (1136) المستنجد بالله (1160)

ثم قام بأمر بعده ابنه الراشد ولم تطل مدة خلافته فجهز عسكرا كثيفا لمحاربة مسعود فدخل السلطان بغداد واستبد بتدبير الأمور وخلع الراشد وولى عمه أبا عبد الله ولقب المقتفي بأمر الله. وكان عالما دمث الأخلاق خليقا بالإمارة كامل السؤدد بيده أزمة الأمور كان لا يجري في خلافته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه. وجرى في أيامه فتن وحروب بينه وبين سلاطين العجم كانت الغلبة فيها له. وثار في أيامه العيارون والمفسدون فنهض بقمعهم أتم نهوض. ثم عقبه ابنه المستنجد وكان شهما عارفا بالأمور أزال المكوس والمظالم. وفي أيامه ضعفت دول الفاطميين في مصر. وخنق المستنجد في الحمام أكابر دولته عقيب مرضة صعبة

المستضيء بالله (1170) الناصر لدين الله (1180) الظاهر بالله (1225)

تولي بعده ابنه أبو محمد ولقب المستضيء بالله. وكان حسن السيرة كريم النفس وكثر ثناء الخلق عليه لكنه لم يكن بسيرته بائس. ثم ملك بعده ابنه الناصر لدين الله وكان الناصر من أفضل الخلفاء وأعيانهم. بصير بالأمور متوقد الذكاء والفطنة. وطالت مدته وصفا له الملك وأحب مباشر أحوال الرعية حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015