أخبار الرعية وما يدور بينهم. وفي أيامه كان ظهور صلاح الدين واستيلائه على مصر واستخلاصه بيت المقدس من أيدي النصارى الافرنج. إزالة دولة الفاطميين. وتولى مكانه بعد موته ابنه محمد الظاهر بأمر الله ولم تطل أيامه ولم يجر فيها ما يسيطر لكنه أظهر العدل والإحسان. قيل أنه فرق ليلة عيد النحر على الفقراء مائة ألف دينار. فلامه الوزير على ذلك فقال: دعني أفعل الخير فإني لا أدري كم أعيش فلم يلبث أن توفاه الله وأثابه على عمله الصالح

المستنصر بالله (1226) المستعصم بالله (1242) انتهاء الخلافة (1258)

وتولى بعده أبو جعفر ولقب المستنصر بالله كان المستنصر بالله شهما جوادا يباري الربح كرما وجودا. وكانت هباته وعطاياه أشهر من أن يدل عليها وأعظم من أن تحصى. وله الآثار الجليلة منها (وهي أعظمها) المستنصرية وهي أعظم من أن توصف وشهرتها تغني عن وصفها. وكان المستنصر يقول: إني أخاف أن الله لا يثيبني على ما أهبه وأعطيه لأن الله تعالى يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وأنا والله لا فرق عندي بين التراب والذهب. وكانت أيامه طيبة والدنيا في زمانه ساكنة والخيرات والأعمال عامرة. وفي أيامه فتحت إربل ومات المستنصر في سنة أربعين وستمائة. وسلم على ابنه المستعصم بالله بالخلافة وهو آخر الخلفاء العباسيين وكانت مدة دولتهم خمسمائة وأربعا وعشرين سنة وكان المستعصم بالله مستضعف الرأي قليل الخبرة واهي العزيمة وكان وزيره ابن العلقمي عدوا له يداريه في الظاهر وينافقه في الباطن وكان تدبيره على إزالة الخلافة من بني العباس. فأذن للجند بالتفرق والذهاب أين شاؤوا وعظم الهرج ببغداد. ووقعت الفتن فصار ابن العلقم يكاتب هولاكو ملك التتر ويستحثه لقصد بغداد ويخبره عن صورة أخذها وضعف الخلافة وانحلال العسكر فزحف هولاكو بعسكر جرار إلى بغداد والمعتصم ومن معه في غفلة عنه لاخفاء ابن العلقمي عنه سائر الأخبار. إلى أن وصل إلى بلاد العراق واستأصل من بها قتلا وأسرا. وتوجه إلى بغداد وأرسل غلى الخليفة يطلب إليه فاستيقظ الخليفة من نوم الغرور. وندم على غفلته حيث لا ينفع الندم. وجمع من قدر عليه وبرز لقتلاه بأربعين ألف مقاتل. فثبتوا مع ترافتهم على حد السيوف من إقبال الفجر إلى إدبار النهار إلى أن عجزوا عن الاصطبار وولوا الإدبار بالأدبار. وأعقبهم التتار. ووضع السيف فيهم. وقتلوا من المسلمين في ثلاث أيام ما ينيف على ثلاثمائة وسبعين ألف نفس. وسبوا ورموا كتب مدارس بغداد في نهر دجلة فكانت لكثرتها جسرا يمرون عليه ركابا ومشاة. وكانت هذه فتنة من أعظم مصائب الإسلام. وأخذوا المستعصم وأولاده وجماعته وأتوا به إلى هولاكو فاستبقاه أياماً إلى أن استصفى أمواله ودفائنه. ثم رمى رقاب أولاده وأتباعه وأمر أن يوضع الخليفة في غرارة ويرفس بالأرجل إلى أن يموت ففعل به ذلك (1258م) وانقطعت خلافة بني العباس وهم سبع وثلاثون خليفة أولهم السفاح وآخرهم المستعصم (للنهرولي) تم بحوله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015