ومروءة. وكان فتاكا قاسي القلب سوطه سيفه. وفي عهده خرج الراوندية وكان هؤلاء قوما من أتباع أبي مسلم يقولون بالتناسخ. فحبس المنصور نحوا من مائتين منهم فغضب الباقون واجتمعوا وحملوا بينهم نعشا كأنهم في جنازة وجاؤوا إلى السجن فرموا بالنعش وأخرجوا أصحابهم. وحملوا على الناس ستمائة رجل وقصدوا قصر المنصور. فخرج المنصور من القصر ماشيا وجاء معن بن زائدة الشيباني وكان مستخفياً من المنصور لقتاله مع ابن هبيرة وقد اشتد طلب المنصور له. فحضر عنده متلثما هذا اليوم فقاتل بين يديه قتلا شديدا وأبلى بلاء حسنا. وكان المنصور راكبا على بغلة ولجامها في يد الربيع حاجبه فأتي معن وقال: تنح فأنا أحق بهذا اللجام في هذا الوقت. فقال المنصور: صدق. ادفع اللجام إليه. فلم يزل يقاتل حتى انكشفت الحال وظفر بالراوندية فاستنسبه المنصور فقال: طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة. فقال: قد أمنك الله على نفسك ومالك ومثله يصطنع وأحسن إليه وولاه اليمن (تاريخ ابن خلدون)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015